|

مجلة نبضات عربية مجلة نبضات عربية
قسم نشاطات مجلة نبضات عربية

آخر الأخبار

قسم نشاطات مجلة نبضات عربية
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

تنسيق وتعديل المدونة الكاتبة كريمة بوعريشة

سندريلا الإحساس

موضوع بحث غزوة العراق للكويت مدحت

غزو العراق للكويت
مخطط البحث
1 _محددات العالقة العراقية الكويتية
2 _أسباب حرب الخليج الثانية
٣ _موقف دول الخليج
٤ _موقف دول التحالف
٥ _موقف االتحاد المغاربي
٦ _موقف دول الجوار تركيا _ إيران _ إسرائيل
٧ _إنعكاس حرب الخليج الثانية على مكانة العراق
أوال في الخليج العربي
ثانيا في النظام الدولي
٨ _آراء بعض السياسيين والمفكرين العرب
مرت العالقات التاريخية والدبلوماسية بين العراق والكويت بمراحل عدة يمكن وصفها بأنها العالقات األكثر توترا في
المنطقة ، كما وتعتبر قضية الحدود هي المفصل األهم واألكثر
تعقيدا منذ اإلستعمار البريطاني الذي ساهم في ترسيمها
وحتى نشأة الملكية العراقية مرورا بحكم عبد الكريم قاسم وصدام حسين ، حيث كان من نهج تلك الحكومات شن الحروب
بأنواعها الدبلوماسية وغيرها بغية توسيع أراضيها وحدودها لتحصل على اإلطاللة األكبر باتجاه الخليج العربي .
وال ننسى هنا اإلشارة إلى أن الكويت كانت والزالت متمسكة بحقوقها السيادية المتعارف عليها دوليا والتي أقرت في عهد
االستعمار البريطاني والتي تم التوافق عليها في مجلس األمن الدولي ، ومن هنا كان العراق يشكل التهديد األكبر لدولة
الكويت ، ورغم التنوع في طبيعة التهديدات من حيث الشكل والطبيعة إال أننا ال يمكن أن نغير في مالمح التهديدات تلك
وتبقى منطوية تحت نفس األسباب والدوافع في إطار الحقوق التاريخية للعراق ورفضها جميع االتفاقيات والمعاهدات التي
تنص على ترسيم الحدود .
وقد كان أول تهديد فعلي للكويت من قِبل العراق في بداية التسعينات حيث اجتاح العراق الكويت عام 1973 إال أن
الضغوط العربية أوقفت المد العراقي ودفعته لالنسحاب
هذا واستمرت التهديدات العراقية بالتزايد وخاصة بعد االنقالب العسكري الذي جرى عام ١٩٦٨ وتولي صدام حسين
السلطة الذي وضع الكويت ودول الخليج العربي في أزمات دبلوماسية وأمنية متكررة كان أهمها الحرب العراقية اإليرانية التي وقفت فيها الكويت ودول الخليج العربي إلى جانب العراق سواء بالتمويل المادي الالزم أو الدفع المعنوي ، إال أن هذا لم يدفع النفراج بالعالقات بين البلدين )العراق والكويت ( الجدير ذكره أن هذه الحرب قد أفرزت العديد من المشاكل الداخلية في العراق من حيث أنها انهكت االقتصاد العراقي كما انهكت النظام السياسي وجعلته متهالكا أمام نتائج وخلفية تلك الحرب ، في ظل تلك التعامالت السياسية واالقتصادية عاد الخالف القائم بين العراق
والكويت للواجهة حيث انتقلت العراق من دائرة التهديد إلى دائرة التنفيذ حيث انتهى به المطاف في أوائل التسعينات الحتالل أراضي الكويت وكان ذلك في آب ١٩٩٠ ومثل هذا المنعطف األكبر واألخطر في العالقة بين البلدين واستمر احتالل العراق للكويت حتى شباط ١٩٩١ وكان ذلك عبر قوات التحالف الدولية بقيادة الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا ، وهنا ال ننكر وقوف غالبية الدول العربية جانب الكويت .
بعد انكفاء الجيش العراقي وتحرير الكويت تضافرت العديد من الدول العربية إلعادة العالقات بشكلها الطبيعي بين البلدين كان معتمدا الجار العراق والكويت إال أن الجهود العربية لم تنجح في مساعيها وباءت بالفشل ، ذلك أن الرد الكويتي على نظرية أن العراق ممثال بنظام صدام حسين لم يثبت حسن النوايا وكان يلجأ دائمآ لسياسة العداء والتهديد .
سقوط صدام حسين كان رافضا الجدير ذكره أن النظام العراقي بين اندحاره عام ١٩٩١ _ وبين عام ٢٠٠٣ لكافة القرارات الدولية الخاصة بترسيم الحدود إضافة إلى عدم افراجه عن األسرى والمرتهنيين الكويتين لديه ك فرصة إال وانتهزها لتعكير جو المصالحة إضافة لذلك لم يوفر لشن الحروب اإلعالمية والكالمية
مع الكويت وذلك عبر الضخ االعالمي واألحاديث عن حقوق العراق التاريخية المزعومة في الكويت ، هذه الحروب كانت كفيلة بإغالق أبواب المصالحة وتعطيل أواصر التعاون والتنمية الالزمة التي تخدم البلدين الجار التي تربط بينهما عالقات استراتيجية تفرضها الجغرافية والعقيدة والتاريخ ، واستمرار التوتر بينهما يؤثر سلبا على منطقة الخليج العربيكما وعلى البلدين بشكل خاص .
هذا بالنسبة لموضوع الحدود الذي لم ولن ينتهي بالنسبة للعراق التي لم توفر اي جهد لشن حربها اإلعالمية على الكويت وقد تذرعت بقضية جديدة هي ) ميناء مبارك الكبير ( مع انه سيقام على أرض كويتية ذات سيادة وكافة التفاصيل الخاصة بالميناء ال تضر بمصالح دولة العراق فجزيرة بوبيان كويتية حسب ترسيمات الحدود وحسب اتفاقيات األمم المتحدة ، إال  وكانت حربا أن العراق بدأت بالتحرك في كافة االتجاهات لوقف تنفيذه من قِبل بعض النواب وبعض المسؤولين دبلوماسية إعالمية مهمتها تحشيد الشارع العراقي وزرع اتهامات للكويت بأن الهدف من إنشاء ميناء مبارك الكبير هو االضراربالعراق من الناحية االقتصادية والمالحية ، فقد أثبت الكويت حسن النوايا واستقبل العديد من النواب والدبلوماسين العراقين وقامت بشرح تفاصيل العمليات الفنية الميناء حفاظا على وحدة الحوار واستقرار المنطقة وخاصة الخليج العربي والمضي في عملية المصالحة وطي صفحات الغزو بما فيها من آالم للشعب الكويتي وقد أوضحت الكويت عبر شرح تفاصيل بناء الميناء بأنه غير مضر مالحيا وال اقتصاديا لتغلق المجال أمام العراق لفتح ملف أزمات جديدة ،
بينما كان العراق يسعى من وراء التصعيد لعدة أهداف .
اول تلك األهداف الضغط على الجانب الكويتي لتقديم التسهيالت والتنازالت لدفع تعويضات للعراق أو ما يسمى ترضيات
ثاني تلك األهداف االدعاء بالحقوق التاريخية للعراق في جزيرة بوبيان وجزيرة وربة إال أننا كمفكرين وباحثين وقارئين التاريخ البد من أن نشير ونؤكد على أن اعتراض العراق على بناء ميناء مبارك الكبير تحشيد الشارع العراقي عاطفيا ازفا على وتر الوطنية والطائفية والضغط ليس إال اعتراضا سياسيا محضا ع الهدف منه
لنيل تعويضات مادية .
وبعد هذا العرض ال بد أن نشيرإلى رأي اإلعالم لكال الطرفين في محددات العالقة بينهما فقد أشارت صحيفة األنباء الكويتية في عددها الصادر بتاريخ العاشر من شهر تشرين الثاني عام ٢٠١١ بعنوان ) قراءة في محددات أزمة ميناء مبارك الكبير وتداعياتها وسبل المخرج منها (أن على العراق االبتعاد عن نظرة الشك والريبة لجارته الكويت والبد له من إيجاد سياسة خارجية تجاه دول الجوار ، ففي تركيز الطرف العراقي على ثوابت العراق الخارجية تجاه جيرانه أثر كبير في تحقيق االستقرار الداخلي واألمني .
وفي تحليل للموضوع كلما زادت األزمات الخارجية زادت بالمقابل األزمات الداخلية وانعكست على تحقيق االستقرار الداخلي األمني والسياسي واالقتصادي .
وبالتالي ال يجوز تصدير األزمات الداخلية واستخدامها كاستراتيجية ضغط على دول الجوار .
هذا ال ينفي ضرورة وعي العراق بأن الكويت وحدوده من الثوابت الوطنية وهي خط أحمر وهذا يؤدي بالضرورة إلى أو سياسيا
وجود قنوات دبلوماسية للبحث والتشاور ، مع العلم وللضرورة بأن الكويت لم تبدأ يوما بالنزاع سواء دبلوماسيا ولم تخترق أية قوانين دولية ، وكانت السباقة إلى تطوير العالقات الثنائية بينها وبين العراق بما يخدم البلدين ويخدم منطقة الخليج العربي ككل إضافة إلى دول المنطقة .
موقف الكويت هذا يستوجب على الطرف العراقي اثبات حسن النوايا واستعداده لتحسين العالقة مع الكويت واالبتعاد عن
كل شيء يساهم في إضعاف العالقات بينهما وتشتيت سبل المصالحة بين البلدين .
اما التصريحات اإلعالمية العراقية فقد تجلت بأن المعلومات التي تمتلكها العراق حول ميناء مبارك تشير إلى احتمال وجود تجاوز كويتي على الحقوق العراقية متخذين من عدم عرض موضوع بناء ميناء مبارك الكبير عليهم من الجانب مسبقا على مياه إقليمية منازع عليها ولم يتم ترسيمها بين الكويتي ذريعة ، كما أنهم أشاروا إلى أن موقع الميناء أنشئالبلدين كما أنه يلتهم العمق المائي المفترض أن يستفيد منه العراق مما ال يتيح للسفن الكبيرة التي تحتاج إلى عمق مائي عميق ان تأتي بشكل مباشر إلى ميناء العراق ، وسيجعل الساحل الكويتي ممتدا على مسافة ٥٠٠ كم بينما يكون الساحل العراقي محصورا ٥٠ كم وكان لالعالم العراقي رأي آخر هو ان إنشاء الميناء يعني موت الموانئ العراقية التي تعد رئة البالد ومنفذها الوحيد على الخليج وأحد مصادر الدخل القومي ، إن إغالق هذا المنفذ يعني بتر االقتصاد الوطني وخنق منفذ العراق البحري الوحيد .
على الحياد وكان لنا موقفا لكن اذا وقفنا من ذلك لقلنا: ان فكرة الشراكة الكويتية العراقية لميناء مبارك الكبير شركة مساهمة بين الدولتين الجارتين العراق والكويت من حيث اقليميا االستثمار واإلدارة لكانت مشروعا . اقتصاديا هذا بالنسبة لمحددات العالقة بين العراق والكويت من حيث الحدود وبناء ميناء مبارك الكبير على جزيرة بوبيان الكويتية أما بالنسبة للخالف األهم وهو النفط حيث أن الكويت خالل الحرب العراقية اإليرانية قد ساندت العراق بما يقارب / ٦٠ مليار دوالر / كان يأمل العراق أن يسددها عن طريق رفع أسعار النفط إال أن األخير )) العراق (( قد اتهم الكويت برفع معدل إنتاجها النفطي متجاوزة حصتها اإلنتاجية المتفق عليها في أوبك بواقع سبعمائة ألف برميل وقد توجه صدام حسين في اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في أيار /1990 متهما الكويت باإلفراط في تزويد السوق العالمي بالنفط مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط عالميا وهنا بدأت األمور تأخذ منحى تصاعدي إلى أن وجه العراق اتهامه مجددا للكويت بالقيام بأعمال تنقيب غير مرخصة عن النفط في الجانب العراقي في حقل الرميلة النفطي الذي يطلق عليه في الجانب الكويتي حقل الرتقة .
مبررا الجدير ذكره أن الرئيس العراقي صدام حسين حاول التنصل من ديون العراق تجاه الكويت ذلك بحجة أن الحربالعراقية اإليرانية كانت بمثابة الدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي كما إنه أشار إلى ضرورة التفاوض مع الكويت إللغاء الديون إلى أن ذهب في طلبه لتأجير جزيرتي بوبيان ووربة للعراق ، إزاء هذا التصعيد العراقي كان البد من تدخل عربي إال أن كافة الجهود الدبلوماسية لم تثمر في تخفيف حدة التوتر ، مع العلم أن السعودية عرضت المساعدة إليفاء الدين كما أن الكويت أبدت استعدادها إلسقاط الديون إال أن العراق لم يقبل بهذه العروض .
هذه العالقة المعقدة والتي شابها ثالث عوائق مهمة نعود لذكرها :
١ _مشكلة الحدود بين البلدين
٢ _مشكلة الديون والنفط بعد حرب العراق وإيران
٣ _بناء ميناء مبارك الكبير على جزيرة بوبيان الكويتية مجمل هذه اإلشكاالت والتراكمية في العالقة بين العراق والكويت أدت إلى غزو العراق للكويت أو ما سمي باجتياح العراق للكويت في الثاني من شهر آب عام / ١٩٩٠ حيث استغرقت العملية العسكرية يومين فقط ، انتهت باستيالء القوات العراقية على كامل األراضي الكويتية وشكلت حكومة صورية عسكرية بقيادة العقيد ) عالء حسين ( تحت مسمى الجمهورية الكويتية ، ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم التاسع من الشهر الثامن / ١٩٩٠ ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت .
تم اجتياح الكويت بشكل مباغت ومن اربع محاور بأمر من صدام حسين بشكل مباشر حيث هاجمت كتيبة مشاة بحرية مدعمة بدبابات جزيرة بوبيان من الجنوب إضافة للهجوم على جزيرة فيلكا واشتبكت مع حامية الجزيرتين ، أما في العاصمة فقد تم إنزال قوات جوية وبحرية في ساعات الغزو األولى كان ذلك حوالي الساعة الثانية والنصف فجر يوم الخميس الثاني من شهر آب / ١٩٩٠ ودارت اشتباكات بعد ذلك حول قصر دسمان مع قوات الحرس األميري في الجهراء ، وكانت المعركة غير متكافئة كما أنها اعتمدت عنصر المباغتة يذكر من أهم االشتباكات :
١ _معركة حال اللياح ٢ _معركة جال المطالع ٣ _معركة الجسور ٤ _معركة جال األطراف
هذا وقد استمرت المعارك حتى فجر يوم الجمعة الثالث من شهر آب / ١٩٩٠ حيث تمت السيطرة على كامل األراضي الكويتية .
بعد إعالن العراق جمهورية الكويت بساعات طالبت األخيرة )) الكويت (( الواليات المتحدة األمريكية بعقد اجتماع طارئ
لمجلس األمن تم خالله تمرير قرار / ٦٦٠ /شجبت فيه اإلجتياح وطالبت فيه بإنسحاب العراق من الكويت .
أما من حيث تحرك الجامعة العربية فكان بنفس اليوم الذي تم فيه عقد اجتماع مجلس األمن الدولي وقد اعتمدت فيه قرار /٦٦٠ /هذا وقد اتخذت في جلستها المنعقدة بتاريخ السادس من آب قرارا بفرض عقوبات على دولة العراق مع إبداء 
مخاوف من قبل المملكة العربية السعودية تجاه العراق والخشية من إجتياحها ايضا ، هذه المخاوف أدت لتسارع التحالفات واإلجراءات لحماية حقول النفط السعودية التي إن سيطر عليها العراق ستؤدي إلى عواقب ال يستطيع الغرب تحملها ألنها تضر بمصالحه اإلقتصادية وقواعده العسكرية .

في ظل هذه التجاذبات والمخاوف العربية والغربية تحرك صدام حسين وأضاف كلمة هللا أكبر على العلم العراقي في محاولة منه
١ _إلضفاء الطابع الديني
٢ _كسب ود اإلخوان المسلمين من جهة ثانية
٣ _جذب المعارضين السعوديين لصفه
ومما زاد في حدة وحجم الطابع الديني توافد حشود أجنبية على األراضي السعودية وكان ذلك في السابع من شهر آب 1990 ويمكن تصنيف ذلك التدفق بأنه األسرع وسميت العملية في حينها )) درع الصحراء (( .الجدير ذكره أن الحشود األجنبية على األراضي السعودية ترافقت بتحركات لمجلس األمن والجامعة العربية وكان أهم تلك التحركات ماتم إقراره تحت رقم /٦٧٨/تشرين أول/١٩٩٠ والذي تم فيه تحديد موعد النسحاب العراق من األراضي الكويتية بتاريخ الخامس عشر من شهر كانون الثاني عام 1991 واعتبر هذا القرار بمثابة تحذير للعراق .
تبلغ العراق قرار مجلس األمن الدولي ضاربا عرض الحائط به مستمرا في سياسته التصعيدية معتمدا على التحشيد الداخلي العبا على أوتار الطائفية الدينية والشعور الوطني .
إزاء موقف العراق كان البد من تشكيل تحالف دولي ندرجه حسب األعداد المشاركة
١ _الواليات المتحدة األمريكية ٦٩٧٠٠٠
٢ _المملكة العربية السعودية ١٠٠٠٠٠
٣ _المملكة المتحدة ٤٥٤٠٠
٤ _جمهورية مصر العربية ٣٥٠٠٠
١٨٠٠٠ فرنسا_ ٥
٦ _الجمهورية العربية السورية ١٤٥٠٠
٧ _المملكة المغربية ١٣٠٠٠
٨ _إمارة الكويت ٩٩٠٠
٩ _سلطنة عمان ٦٣٠٠
٥٥٠٠ باكستان_ ١٠
٤٥٠٠ كندا_ ١١
١٢ _اإلمارات العربية المتحدة ٤٣٠٠
١٣ _إمارة قطر ٢٦٠٠
٢٢٠٠ بنغالدش_ ١٤
١٨٠٠ أستراليا_ ١٥
١٦ _ايطاليا ١٢٠٠ باإلضافة لطائرات تورنتو
١٧ _هولندا ٦٠٠ قوات بحرية
٦٠٠ النيجر_ ١٨
٥٠٠ السنغال_ ١٩

_اسبانيا ٥٠٠ قوات بحرية
٢١ _مملكة البحرين ٤٠٠
٤٠٠ بلجيكا_ ٢٢
٢٣ _كوريا الجنوبية ٣١٤ مساندة طبية ونقل
٣٠٠ أفغانستان_٢٤
٢٥ _االرجنتين ٣٠٠ قوات بحرية
٢٨٠ النرويج _ ٢٦
٢٠٠ تشيكوسلوفاكيا_ ٢٧
٢٠٠ اليونان_ ٢٨
٢٩ _بولندا ٢٠٠ قوات بحرية مساندة طبية
٣٠ _الفلبين ٢٠٠ مساندة طبية
١٠٠ الدانمارك_ ٣١
٥٠ المجر_ ٣٢
بعد هذا العرض حول محددات العالقة بين العراق والكويت واجتياح الكويت وإذا عدنا إلى المشكلة الحدودية بين الدولتين
نجد بأنه في عام /١٩٩١ /شكل مجلس األمن الدولي لجنة لترسيم الحدود بين البلدين ووافق العراق على اإللتزام بقرارات به الكويت والعراق رسميا ١٩٩٤ . اللجنة وصدر القرار برقم /٨٣٣ /عام ١٩٩٣ وقد اعترفت عام بعد هذه المرحلة كان على الكويت استمالة الرأي العام األميركي وذلك بعد انقسامه بين مؤيد ومعارض لعملية عاصفة الصحراء فقامت بإنشاء منظمة مواطنون للكويت الحرة عملت من خاللها على القيام بحمالت إعالمية إضافة إلى رعاية السفارة الكويتية للعديد من البرامج الرياضية والمناسبات األهلية كما وزعت /200 / نسخة من كتاب اغتصاب الكويت أما إذا عدنا إلى المحطات العسكرية لقوات التحالف فالبد من الوقوف عند أولها
_ الحملة الجوية المكثفة التي شملت األراضي العراقية وكانت بمعدل ١٠٠٠غارة في اليوم هذا وفي الوقت ذاته أعلن الرئيس صدام حسين عبر اإلذاعة العراقية أن أم المعارك قد بدأت وكانت مجرياتها على النحو التالي :
١ _في اليوم الثاني لغارات التحالف الدولي والموافق السابع عشر من الشهر األول عام ١٩٩١ قام بإطالق ثمانية صواريخ أرض أرض نوع سكود على أهداف في العمق اإلسرائيلي كما أطلق العشرات منها على الرياض والظهران وحفر الباطن في المملكة العربية السعودية وعلى مملكة البحرين
٢ _بتاريخ العشرون من شهر كانون الثاني عام ١٩٩١ قام الرئيس صدام حسين بإلغاء كافة المواثيق والمعاهدات الموقعة
سابقا مع المملكة العربية السعودية منذ عام ١٩٦٨
٣ _قام الرئيس صدام حسين بإعطاء تعليمات بإفراغ ما يقارب مليون طن من النفط في مياه الخليج العربي وكان ذلك بتاريخ الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني عام ١٩٩١
٤ _آخر مراحل معركة أم المعارك كانت بتاريخ التاسع والعشرين من الشهر األول عام ١٩٩١ حيث قامت بعض الوحدات العسكرية العراقية بالسيطرة على مدينة الخفجي وتعتبر ذات أهمية استراتيجية ألنها معبر لحقول النفط شرقي السعودية .
تمت استعادة مدينة الخفجي بعد عدة أيام بالتعاون مع إمارة قطر وسميت معركة الخفجي بعد هذه الردود القاسية والتي تمت تسميتها بأم المعارك أصدر وزير الخارجية األميركي مع نظيره السوفيتي بيانا مشتركا للعراق بقبول التحالف وقف القتال شريطة تعهد العراق باالنسحاب من في ختام اجتماعهما بواشنطن قدما فيه عرضا الكويت وااللتزام بتنفيذ القرارات األممية 
بتاريخ الثالث عشر من شهر شباط عام ١٩٩١ عادت قوات التحالف لألعمال العسكرية فقامت بإلقاء قنابل ذكية على الملجأ رقم /٢٥ / في حي العامرية ببغداد من قبل طائرتان أميركيتان نوع / إف _ ١١٧ / أدت إلى مقتل أكثر من ٤٠٠ شخص كانت غالبيتهم من النساء واألطفال . 

بعد هذه العملية كانت استجابة سريعة من الرئيس العراقي صدام حسين بقبوله االنسحاب من الكويت خالل ثالثة أسابيع على أن يشرف مجلس األمن الدولي على االنسحاب وهنا تم الرفض األميركي وانطلقت الحملة البرية عبر عدة جهات لشن هجوم على أجنحة الجيش العراقي الذي كان متمركزا في الجهة الغربية من الكويت وجنوب العراق وهنا كان على يتخذ موقفا متخليا عن شرط إشراف مجلس األمن الدولي إضافة لتخليه عن شرطه العراق أن باالنسحاب من الكويتالسابق بأن انسحابه من الكويت يجب أن يقابله انسحاب سوري من لبنان وانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجوالن وكان ذلك القرار بتاريخ الخامس والعشرين من الشهر الثاني عام ١٩٩١ . 

بدأ العراق انسحابه في اليوم الثاني من اتخاذ قراره أي بتاريخ السادس والعشرين من الشهر الثاني عام/ ١٩٩١ وفق خطة
سريعة غير مدروسة وغير منظمة مما أدى إلى تزاحم اآلليات العسكرية للجيش العراقي بما فيها الدبابات والمدرعات وناقالت الجند على طول الطريق بين البلدين مما جعلها هدفا سهل المنال أمام طائرات التحالف التي قصفت تلك األرتال فدمرت حوالي /١٥٠٠ /عربة عسكرية وقتلت المئات من الجنود العراقيين .
وهنا كانت بداية عودة الكويت إلى الحاضنة العربية ، كما أعلن الرئيس األميركي جورج بوش األب وقف إطالق النار وإنهاء معركة عاصفة الصحراء
أما عن عودة أمير الكويت الشيج جابر األحمد الصباح من المملكة العربية السعودية فكانت بتاريخ الرابع عشر من شهر آذار عام /١٩٩١
بعد ذلك انتقلت أميركا لمرحلة جديدة وإدعاءات غير مسبوقة على العراق بامتالكه // أسلحة دمار شامل // وعليه تدميرها كما تم إنشاء صندوق خاص بتعويضات للمتضررين الكويتيين هذا بالنسبة لمجريات الغزو العراقي على الكويت واألعمال العسكرية التي صاحبته و الموقف األميركي ودول التحالف .
لكن السؤال ماذا عن موقف دول الجوار وبعض دول اإلتحاد المغاربي ....؟ ، وبادئا لنقف لإلجابة على هذا السؤال سنستعرض مواقف تلك الدول ذي بدء سنقوم بعرض مواقف دول اإلتحاد المغاربيبعد ذلك مليا عند مواقف دول الجوار )) تركيا _ إيران _ إسرائيل ((
أ _ موقف اإلتحاد المغاربي :
١ _الموقف التونسي اكتفى ببيان صادر عن وزارة الخارجية أعرب من خالله عن قلقه البالغ للتدهورالعسكري والنزاع بين العراق والكويت معلنا ضرورة الحفاظ على التضامن والوحدة العربيين
٢ _الموقف الجزائري كان يحاكي الموقف التونسي حيث أعلن الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد ضرورة انسحاب العراق من الكويت إضافة إلى ضرورة أن يكون هنالك دور واضح لجامعة الدول العربية
٣ _الموقف المغربي كان عن طريق وزير الدولة الذي أدان الغزو العراقي مؤكدا ضرورة اإللتزام بميثاق األمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية لكنه أعلن عن موافقته بإرسال ١٢٠٠ مقاتل
٤ _الموقف الليبي وكان األكثر وضوحا واألكثر قراءة للبعد السياسي لغزو العراق للكويت وكان الموقف الليبي من خالل إعالن العقيد معمر القذافي بأن الخطر الكبير الذي يهدد األمة العربية هو إسرائيل كما أكد بالخطر الذي يهدد المنطقة ايضا من التدخل األميركي وأشار لتشكيل وفد من الرؤساء العرب إلبالغ صدام حسين القرارات الصادرة عن الجامعة العربية وأشار إلى )) الرئيس المصري حسني مبارك والشاذلي بن جديد رئيس
الجزائر والملك حسين ملك المملكة األردنية الهاشمية (( وكانت اإلقتراحات تتجلى ب
ا_ انسحاب العراق من الكويت مترافقا مع انسحاب القوات األجنبية من العراق
٢ _ضمان حقوق العراق في حدوده مع الكويت
_حل مشكلة الحدود والنفط والتعويضات عن وساطات عربية
٥ _الموقف الموريتاني كان يميل إلى العراق بشكل خجول مع تأكيده على مبدأ رفض استخدام القوة في حل النزاعات
بين األشقاء العرب بعد اإلنتهاء من عرض موقف اإلتحاد المغاربي وكما ذكرنا سابقا سنقف مليا عند موقف دول الجوار )) تركيا _ إيران _ من الغزو العراقي للكويت ، ويعتبر هذا الملف من الملفات األكثر تعقيدا إذ أنه في حين تعدد نقاط اإللتقاء إسرائيل (( بينهما مع أختالف درجة اإللتقاء األمر الذي أدى إلى وجود اختالف في طبيعة المواقف والسياسات تجاه ذلك الغزو رغم التقاء مواقفهم من الناحية المبدئية حول معارضة غزو العراق للكويت من ناحية أنه إذا نجح العراق في غزوه سيدعم قوته وينازع تلك الدول على حدودها أو ستتحول قوة العراق إلى صراع مصيري .
هذا بشكل عام أما كما أسلفنا سنورد مواقف تلك الدول بشكل مفصل . 

ولنبدأ بموقف تركيا وتحولها من صديق لطرف في النزاع وهنا نجد من الضرورة ذكر موقف تركيا من حرب الخليج األولى )) العراق وإيران (( حيث كان موقفها على الحياد وحافظت على عالقاتها بطرفي الحرب مع القليل من التوتر بين الحين واآلخر بسبب مشكلة المياه ومساندة العراق ألكراد تركيا مع العلم أن المصالح التركية مع العراق حينها كانت تتجلى على صعيدين هما
الصعيد اإلقتصادي والصعيد األمني
١ _الصعيد اإلقتصادي _ يوجد خط أنابيب عراقي يمر عبر األراضي التركية تبلغ طاقته مليون ونصف برميل يدر على
تركيا نحو ٣٠٠ مليون دوالر ، إضافة إلى أن العراق يعتبر ثاني دولة مستوردة من تركيا وثالث دولة مصدرة لها باالضافة لوجود ٥٠٠٠٠ خمسون ألف تركي يعمل في العراق
٢ _الصعيد األمني _ هنالك تفاهم تركي عراقي بشأن األقليات الكردية التي تعيش في البلدين إنما هذه المصالح لم تمنع من بعض التوترات بين الحين واآلخر بسبب بناء تركيا سلسلة من السدود شرق األناضول .
تجاه العراق وأصدرت بيانا الغزو العراقي وطالبت فيه أما بعد غزو العراق للكويت فقد غيرت تركيا من موقفها أدانت فيه بغداد بسحب قواتها فورا من الكويت وذلك يعود لخشية تركيا من تعاظم قوة العراق االقتصادية والعسكرية ، وفي هذا النطاق نذكر أن الرئيس األميركي طلب من الرئيس التركي تورجوت اوزال عبر اتصال هاتفي كان بتاريخ الرابع من شهر آب ١٩٩٠ قطع الخطوط النفطية والصادرات ، هذا االتصال أيقظ األطماع التركية مما أدى التخاذ عدة إجراءات للضغط على أميركا لدفع تعويضات مادية لتركيا وكانت على النحو التالي :
١ _عدم المبادرة إلى اتخاذ قرار إغالق خط األنابيب النفطية
٢ _استقبال النائب األول لرئيس الوزراء العراقي طه ياسين رمضان وكان اللقاء حول تحييد تركيا عن ذلك النزاع
٣ _عدم الموافقة على السماح للقوات األميركية باستخدام قاعدتها العسكرية أنجرليك بحجة أن القاعدة أنشأت لتخدم أهداف
ح لف شمال األطلسي وهو ما ال تندرج تحته معركة عاصفة الصحراء بعد هذه اإلجراءات التركية أرسلت الواليات المتحدة األمريكية وزير خارجيتها جيمس بيكر ألنقرة حامال معه بعض
المقررات والمكاسب التي ترضي تركيا وأهمها :
١ _تعهد الواليات المتحدة األمريكية بدفع كافة األرباح التي تجنبها تركيا من أنابيب النفط العراقية والبالغة ٣٠٠ مليون
د دوالر إضافة إلى تعهدها بدفع كافة الخسائر نتيجة وقفها للتبادل التجاري بينها وبين العراق
٢ _رفع القيود العسكرية المفروضة عليها بعد غزوها لجزيرة قبرص
هذه المكاسب أرضت الحكومة التركية وأعلنت قطع خطي أنابيب النفط العراقي ووقف كافة العمليات التجارية بما فيها االستيراد والتصدير باستثناء المواد الغذائية والطبية كما سمحت للواليات المتحدة األمريكية باستخدام قاعدتها العسكرية أصيال أنجرليك إضافة إلى انها جعلت قواتها في حالة تأهب قصوى و في مواجهة العراقبهذا أصبحت تركيا طرفا أما اآلن فلنأتي إلى موقف إيران وهنا ال يستطيع أحد أن ينكر توتر العالقات اإليرانية العراقية على خلفية حرب الخليج فضال األولى حيث احتلت العراق مساحة ٢٥٠٠ كيلومتر مربع من األراضي اإليرانية عن قضية األسرى بين الطرفين وال ننسى رفض العراق االعتراف بتحديد الحدود الجغرافية بين البلدين ، ومما البد منه ذكر عالقة إيران بالدول الغربية ودول الخليج العربي والدول العربية بأنها عالقة تتسم بالتوتر لمساندة هذه الدول للعراق أثناء حربه ضد إيران يستثنى

منها الجمهورية العربية السورية ، من هنا علينا أن نستنتج بأن ردة الفعل اإليرانية اتسمت بالهدوء والحذر مع وضع وحدات من جيشها في حالة تأهب والالفت موقف اإلعالم اإليراني الذي وجه انتقاده لألسرة الحاكمة بالكويت ووصفها بأنها مرتبطة والدوائر الصهيونية واالمبريالية ، هذا الموقف أثار الشكوك الدولية حول العالقة اإليرانية العراقية بأنهما قد توصلتا لتفاهمات بشأن مستقبل األوضاع في الخليج العربي وإعادة التوازنات بما يحقق مصالحهما المشتركة على حساب األطراف الخليجية العربية وخاصة ان الرئيس العراقي صدام حسين كان قد ارسل رسالة لنظيره اإليراني هاشمي رفسنجاني بشهر نيسان أي قبل غزوه للكويت بأشهر قليلة ولم يتم اإلفصاح عن مضمونها من قبل الطرفين ، مع كل هذا
أبدت إيران تأييدها للقرارين الدوليين اللذين اتخذهما مجلس األمن الدولي بخصوص الغزو العراقي للكويت وأدانت العمل هذا الموقف رغم انه كان خجوال العسكري العراقي وأبدت استعدادها لفرض حصار اقتصادي على العراق قوبل بارتياحشديد من جانب الدول العربية .
بعد هذه المرحلة جاء التحرك السوري باتجاه إيران وهنا نذكر بأن العالقات السورية اإليرانية عالقات من نوع خاص كما أن الجمهورية العربية السورية متضررة من التنسيق اإليراني العراقي إن وجد ، تحت هذا العنوان استقبلت دمشق وزير وتم البحث مطوال ، ولم يكد يصل وزير الخارجية اإليراني الخارجية اإليراني علي أكبر واليتي في المسألة العراقيةلبالده حتى أعلنت إيران رفضها القاطع للقرار العراقي بضم العراق تحت اي مسمى وشدد البيان اإليراني على أن إيران بوصفها دولة كبرى في منطقة الخليج العربي فهي لن تسمح بتغيير جغرافية المنطقة السياسية بل زادت في حدة تصريحاتها وأعلنت طهران رفضها اي تسوية لحل النزاع في الخليج العربي تمكن العراق من االحتفاظ بجزيرتي وربة
وبوبيان الكويتيتن ألن ذلك سيكون استسالما على حد تعبير طهران لكن أشد التصريحات وضوحا كان بيان الرئيس اإليراني هاشمي رفسنجاني )) إذا أسفر حل أزمة عنالخليج سلميا
فورا إيران أي حل احتفاظ العراق بجزيرة بوبيان فإن القوات اإليرانية ستبادر إلى احتالل هذه الجزيرة وعليه ترفض سلمي يتضمن أي تعديل حدودي سيشكل تهديدا ألمن إيران (( كما إنه اعتبر أي تغيير في الوضع الجيوسياسي أو الجيوبوليتيكي في المنطقة سيؤدي إلى نتائج خطيرة على األمن القومي إليران وقد أعلن بأن التواجد األجنبي في منطقة الخليج العربي قد أحدث توترا وأن إيران هي البلد الوحيد الذي يمكن اإلعتماد عليه للدفاع عن أمن الخليج العربي ككل هذا وقد حدد مجلس األمن القومي اإليراني موقف إيران بثالثة مبادئ :
١ _رفض احتالل العراق للكويت تحت أي مسمى
٢ _اإلنسحاب الفوري غير المشروط من الكويت
٣ _استعداد إيران للدفاع عن مصالحها في أي ظرف كان .
هذا بالنسبة لموقف تركيا وإيران فماذا عن موقف إسرائيل ذلك الخنجر المسموم في كبد الوطن العربي ؟
استراتيجيا مالئما إلسرائيل على كافة األصعدة شكلت أزمة الخليج والمقصود بها هنا حرب الخليج الثانية مناخا والمستويات السياسية والعسكرية الدعائية وهذا يعود ألسباب أهمها أن حرب الخليج الثانية أججت الصراع العربي العربي ونقلته إلى الساحة الدولية كما حولت اإلنتباه عن القضية العربية األولى وهي فلسطين والصراع العربي اإلسرائيلي تلك الفوضى العربية والدولية أتاحت الفرصة أمام إسرائيل لتبني سياسات قمعية في الداخل وتوسعية في الخارج ، وقد
حرصت القيادة اإلسرائيلية في تعاملها مع هذه األزمة على استخدام مزيج من اإلستراتيجيات التي تستهدف تأمين كافة أساليب التعامل مع األزمة الخليجية بما يضمن في النهاية خدمة مختلف أغراض األمن اإلسرائيلي بمفهومه الشامل ومن 

مختلف النواحي .
إذ أن مصلحة إسرائيل تنبع من قاعدة أساسية مفادها أن أجواء الصراع والتأزم في الساحة العربية تفرز أفضل األوضاع االستراتيجية أمام إسرائيل لذلك من مصلحتها العامة والشاملة تصعيد الصراع العربي العربي والعمل على تفجيره متى كان الظرف متاحا إللحاق المزيد من التشتت والضعف في الداخل العربي ، وتطمح بذلك الستنفاذ مقدرات البالد العربية من اإلحتياط االستراتيجي من كافة الموارد والطاقات العسكرية واالقتصادية والبشرية والمعنوية وتحويلها بعيدا عنالصراع العربي اإلسرائيلي ، ذلك من قناعة أساسية بأن حماية إسرائيل مرتبطة بتجزىة العالم العربي وتحويله إلى عدة كيانات متفرقة ذات طابع طائفي _ ديني _ عرقي هذه االنقسامات واالستراتيجيات التي تعمل عليها إسرائيل تتيح لها تحقيق هدفين :
أولهما : إيجاد تبرير لنشوء الكيان الصهيوني من خالل التجانس بين وجود هذا الكيان والمنطق السياسي

ثانيهما : وهو الذي تعمل على تحقيقه بشتى الوسائل والطرق تكريس المزيد من االنقسامات والصراعات العربية العربية
بما يؤدي إلى التجزئة وإضعاف القدرات من كافة النواحي ، كما إنها تساعد على تقوقع العرب داخل مشاكلهم وصراعاتهم التي قد تطال أمنهم الداخلي في الكيان الواحد .
من هذا المنطلق تعتمد السياسة اإلسرائيلية إلى استخدام كل مايتاح لها من آليات لتعزيز الصراع العربي العربي مثل العمل على خلق ظروف تحول دون احتواء األزمات والدفع نحو تصعيدها من خالل أدواتها السياسية والدعائية وتشجيع طرف على طرف آخر خاصة فيما يشمل دول الجوار الجغرافي ، هذا كله يتيح إلسرائيل إطالق العنان للقوة العسكرية اإلسرائيلية في المنطقة وانتهاجها سياسات دعائية ضد العرب أثناء التعامل مع األطراف الدولية األخرى ، كما إنها تتخذ ذريعة المتالك المزيد من اإلمكانيات العسكرية كونها بحاجة لمواجهة التحديات والخطر الناجم عن الصراع بين دول
الجوار .
بعد هذا العرض عن النهج والسياسات االستراتيجية نأتي إلى موقف إسرائيل من أزمة الخليج أو سميت حرب الخليج
الثانية تعتبر أزمة الخليج وجبة دسمة للوحش الكامن في الفكر اإلسرائيلي حيث تنوعت استراتيجيته ضمن إطار مصالحه واتخذ
خمسة اتجاهات من أجل تحقيق أهدافه بتعميق الشرخ العربي تجلت ب
١ _التكيف ٢ _المناورة ٣ _إنكار التورط ٤ _التحريض ٥ _توظيف األزمة وسنعرضها بشكل مفصل .
١ _التكيف : حيث اتخذت إسرائيل عدة خطوات كان في مقدمتها إعالن حالة الطوارئ ورفع درجات اإلستعداد لدى الجيش اإلسرائيلي إضافة لرفع سوية الدفاع المدني وأخذ الموافقة لزيادة كبيرة في ميزانية الدفاع مبررة ذلك بأن استراتيجيا بالنسبة
تصوراتها المبدئية حول غزو العراق للكويت )) أن دخول الجيش العراقي للكويت ال يشكل تغييرا استراتيجيا يستدعي التدخل العسكري إلسرائيل إنما إذا تطور األمر ودخل الجيش العراقي لألردن فهذا يعد تغييرا اإلسرائيلي للحفاظ على أمنها ((هذا التصور نتج عنه لفت نظر األردن لخطر عربي وهمي كان من المستبعد أن يكون إضافة إلى تصدير تهديد للعراق إن حاولت المساس بأمنه ألن إسرائيل قادرة على حماية أمنها وهو من األساسيات
بأنه سيلقى من إسرائيل ردا االستراتيجية لديها .
٢ _المناورة : استهدفت منها ترسيخ دورها كأفضل حارس للمصالح الغربية في الشرق األوسط
٣ _إنكار التورط : حيث نفت إسرائيل جميع احتماالت التدخل بكافة أشكاله في أزمة الخليج واعتبرت ذلك خروجا عنالمألوف في السياسة الخارجية اإلسرائيلية كما أوضحت إسرائيل أنه ال نية لديها التخاذ أي موقف ضد العراق ، وقد اتضحت هذه اإلستراتيجية بعد تصريح العراق بأن إسرائيل تستعد لشن هجوم مشترك مع الواليات المتحدة األمريكية على العراق مما دفع إسرائيل إلعالن رسمي من قبل الناطق باسم الجيش اإلسرائيلي قال فيه : )) إن إتفاق إسرائيل ضمن التعاون االستراتيجي مع الواليات المتحدة األمريكية ال ينص على اشتراك البلدين في عمل عسكري مالم يكن هناك خطر يهدد أمنها ((
٤ _التحريض : وقد اتخذ الخطاب السياسي منه الركيزة األساسية معتمدا على أسلوبين :
أولهما : تكثيف األخطار الناجمة عن الغزو العراقي للكويت وتعظيم األمر
ثانيهما : وهو األقوى حضورا في الخطاب اإلعالمي اإلسرائيلي وكان يدور في فلك المبالغة في تصوير التهديدات المستقبلية التي يمكن أن تنجم عن تساهل المجتمع الدولي مع العراق ، فمنذ وقوع الغزو العراقي للكويت طرحت 
إسرائيل استبعاد الحل السلمي وأكدت أن الخيار العسكري هو األجدى ألن الحل السلمي سيجعل من الرئيس صدام حسين هتلرا مع التأكيد على أن الضربة العسكرية ضد العراق يجب أن تكون شاملة لتقضي على قوته . جديدا كما شددت المصادر اإلسرائيلية والتصريحات اإلعالمية على أن اإلعتداء العراقي على الكويت يمثل دليال قاطعا علىللسالم في الشرق األوسط ، وإزاء ذلك كان التأكيد طبيعة السياسة العراقية وأن الرئيس صدام حسين هو األكثر تهديدا اإلسرائيلي على ضرورة المبادرة إلى عمل دولي قوي ورادع مع ضرورة اإلسراع به ليتم من خالله إيصال رسالة إلى العالم العربي وكافة دول الشرق األوسط بأن الغرب غير مستعد لقبول مثل هذه التصرفات )) العراقية (( وهنا برزت لعبة األسلحة الكيماوية هذا وقد ربطت إسرائيل رفضها للحل السلمي بعدة أسباب 

أ_ إن الحل السلمي قد يتطرق إلى الربط بين أزمة وقضية احتالل إسرائيل لألراضي العربية
ب_ الحل السلمي ال يضعف القوة العراقية

ج_ الحل السلمي يضمن حصول الرئيس صدام حسين على مكاسب تزيد من قوته إضافة إلى أن خروجه قويا سيقود
العالم إلى موجة من التشدد في مواجهة اإلحتالل اإلسرائيلي لألراضي العربية المحتلة
٥ _توظيف األزمة : كعادتها إسرائيل ال تفوت أي فرصة لتنفيذ سياساتها بحجة الحفاظ على أمنها القومي فكان أن
انتهزت فرصة إنشغال الرأي العام العالمي باألزمة لتمارس أقسى موجة عنف ضد أفراد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وقد وصفت هذه الموجة بأنها األعنف منذ عام 1967 كما قامت بشن عدوان على جنوب لبنان زاعمة بأن ذلك يأتي ضمن حزمة أمان لحماية نفسها واعتبرته ردا منطقيا على التهديد المحتمل ويدخل ضمن العمليات التأديبية االستباقية إضافة لما ذكر عملت على التحشيد اإلعالمي بجواز احتمال تعرض إسرائيل لضربات كيماوية وقد ظهر ذلك جليا على لسان إسحاق شامير رئيس الوزراء اإلسرائيلي )) أن بالده يجب أن تبتعد عن تداعيات الشر التي سيخلفها الغزو العراقي للكويت ودعى إلى عمل دولي قوي ورادع لوقف التوسع العراقي (( هذا وقد أبدت إسرائيل استياءها من الموقف األميركي الذي وضعها على الحياد لسبب أن وجود إسرائيل ضمن قوات سيعرقل تشكيله دوليا وعربيا آرنيز وزير الدفاع بأنه مهما كانت رغبة التحالف ، وكان الرد اإلسرائيلي على لسانالواليات المتحدة األمريكية والتي فرضت علينا الحياد ال تستطيع وليس من الممكن إال أن نحتفظ بحق التدخل في حال
تعرقل الوضع الجيوستراتيجي في الشرق األوسط أو في حال غزو األردن .
وقد تتالت التصريحات اإلسرائيلية بخصوص ضرب العراق عسكريا إلضعاف قوته من قبل العديد من المسؤولين اإلسرائيليين ، كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية األميركية أن إسرائيل أجرت أول تجربة إلطالق صاروخ )) آرو (( المضاد للصواريخ .
من هنا يمكننا القول أن اإلستراتيجيات التي تعاملت بها إسرائيل مع أزمة الخليج استخدمت مختلف الوسائل والتكتيكات ذات المضامين السياسية والدعائية والعسكرية والتي تمثل التجسيد الموضوعي والعملي للموقف اإلسرائيلي من األزمة وبطبيعة الحال فإن كل هذه السياسات ترتبط بطبيعة األهداف اإلسرائيلية والمراد تحقيقها من خالل استغالل الصراعات العربية العربية .
وقد سعت إلى استغالل إعالن الرئيس العراقي صدام حسين بحرق نصف إسرائيل إذا فكرت في مهاجمة العراق في إظهار إن الدول العربية عامة والعراق خاصة هي التي تهدد أمن إسرائيل وتسبب التوتر في المنطقة ، وهنا أعلنت إسرائيل بأنها اتخذت تدابير للدفاع المدني حيث قامت بتوزيع مهمات الوقاية الفردية إلدراكها بأن الجيش العراقي يمتلك التي تحمل رؤوسا ، وال يخفى عن أحد أن الهدف من ذلك اإلعالن هو إعداد أنظمة متنوعة من الصواريخ كيماويةأرضية يمكن على أساسها المطالبة بتعميق التعاون اإلستراتيجي مع الواليات المتحدة االمريكية للحصول على أسلحة
جديدة لدعم ترسانتها على الرغم من عدم وجود تهديد حقيقي ضدها من الجانب العراقي .
هذه السياسات اإلسرائيلية المدروسة والتي تجلت كما ذكرنا سابقا ب
١ _التكيف ٢ _المناورة ٣ _إنكار التورط ٤ _التحريض ٥ _توظيف األزمة قد نجحت في تعديل بعض المفاهيم الثابتة المتعلقة بمنطقة الشرق األوسط بما يخدم مصالحها حيث تأكيد مقولة مفادها أن )) مشكلة الشرق األوسط ليست القضية الفلسطينية لكنها تتلخص أساسا في الصراعات والخالفات العربية العربية ((
كما ردد القادة اإلسرائيليين مقولة أن إسرائيل هي القوة اإلقليمية األكثر قدرة على العمل بفاعلية في الخليج العربي وهي
القادرة على حماية مصادر النفط وحماية المصالح الحيوية للقوى المستوردة للنفط الخليجي وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية في إطار التعاون اإلستراتيجي بين البلدين .
هذا ويشار إلى أن السفير اإلسرائيلى في واشنطن )) موشي آراد (( أفاد في تصريح له ان الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي قد فقد مركزيته وسوف يستمر هذا الحال لفترة مقبلة وأن الهدف اإلستراتيجي للواليات المتحدة األمريكية في المنطقة هو الحفاظ على االستقرار وضمان مصادر الطاقة التي تأتيها من الشرق األوسط ، وبناء عليه فإنه يمكن أن يكون إلسرائيل دورا ضمن إطار التعاون مع الواليات المتحدة األمريكية . مهما في هذه اإلستراتيجيةانتهت حرب الخليج الثانية بإنسحاب العراق من الكويت بتاريخ السادس والعشرين من شهر آذار عام ١٩٩١
لكن ماذا عن انعكاسات هذه الحرب على الدول المتنازعة )) العراق والكويت (( من الجدير ذكره أن قيمة الخسائر التي لحقت باالقتصاد العربي نتيجة لحرب الخليج الثانية قد بلغت /٦٢٠ /مليار دوالر ، هذا وقد تم إحصاء تقريبي لألضرار التي لحقت بالكويت بلغت فيه الخسائر المادية حوالي /٩٢ /مليار دوالر إضافة لتدمير البنية التحتية في البالد والمنشآت والمؤسسات الحكومية ومصادرة األرشيف الوطني بالكامل ، كما تم إيقاف بئرا إنتاج النفط لمدة طويلة نتيجة إلشعال /
نفطيا أدت لظهوركوارث بيئية جسيمة ومقتل /٧٥٠ / سخصا و/٦٠٥ /بين أسرى ومفقودين .

هذا بالنسبة للكويت أما بالنسبة للعراق فهي األكثر تضررا كونها البلد المعتدي والذي تعرض لخسائر فادحة نتيجة تحالف العديد من الدول لدحره من األراضي الكويتية وقد تجلت انعكاسات الحرب المباشرة عليه نتيجة تعرضه لقصف من قِبلقوات التحالف بأكثر من مائة ألف طن من المتفجرات يحوي بعضها مئات األطنان من اليورانيوم المنضب مما أدى إلى سقوط حوالي /١٠٠ /ألف في صفوف الجيش العراقي وجرح /٣٠٠ /ألف جندي وأسر ثالثين الفا عناصر الجيش إضافة لخسارته العديد من مقدراته العسكرية كما تم تدمير دفاعاته الجوية ومراكز اتصاالته وقواعد إطالق صواريخه ومراكز أبحاثه العسكرية وغالبية سفنه الحربية في منطقة الخليج العربي .
وقد ساهم القصف الجوي الذي تعرض له العراق بتدمير مرافق بنيته التحتية )) مدارس_ معاهد _جامعات _مراكز اتصاالت _منشآت تكرير وتوزيع النفط _ الموانئ _ الجسور _ السكك الحديدية _ محطات توليد الطاقة الكهربائية _ تصفية المياه ((
كما جمد مجلس األمن الدولي مبالغ كبيرة من األرصدة العراقية في البنوك العالمية لدفع تعويضات للمتضررين نتيجة الغزو غير دولة الكويت بلغت نحو مئة دولة ومنظمة دولية وقد قدرت قيمة التعويضات بمبلغ / ٥٢ / مليار دوالر هذا وتم الفرض على العراق اقتطاع/ ٥ / %من عوائد بغداد النفطية لدفع هذه التعويضات .
والكارثة األكبر كانت موت أكثر من مليون طفل عراقي دون سن الخامسة نتيجة لسوء التغذية وضعف الخدمات الصحية التي خلفها هجوم التحالف العسكري على خلفية حرب الخليج الثانية .
ذكرنا سابقا أن مئات األطنان من المتفجرات التي تحوي اليورانيوم المنضب تم القاؤها على العراق من قِبل قوات التحالفلكننا لم نذكر نتائجها التي كانت ارتفاع كبير بنسب التشوهات الخلقية الوالدات ونسب سرطان الدم وقد صرحت منظمة الصحة العالمية عام /٢٠٠١ /بأن اليورانيوم المنضب هو مادة ذو قوة إشعاعية ضئيلة لذا فإن استنشاق كمية كبيرة من غبارها سيؤدي إلى ارتفاع محتمل في نسبة سرطان الرئة واعتبرت منظمة الصحة العالمية إن احتمال اإلصابة بسرطان الدم نتيجة استنشاق اليورانيوم المنضب أقل بكثير من اإلصابة بسرطان الرئة وأنه لم يتم حسب معلومات منظمة الصحة العالمية إكتشاف أي رابط بين اليورانيوم المنضب والتشوهات الخلقية ، ولكن دراسة بريطانية أجريت عام /٢٠٠٢ /أتت بنتائج مختلفة وأكدت أن هناك مخاطر صحية كبيرة من جراء التعرض الستنشاق اليورانيوم المنضب .
هذه هي انعكاسات حرب الخليج الثانية بالنسبة للعراق والكويت اما بالنسبة للدول التي ساندت الكويت عبر مشاركتها في قوى التحالف فقد اقتصرت خسائرها على المادية وقد بلغت حوالي / ٥٢ /مليار دوالر تم إلزام العراق بسدادها .

سؤال يطرح نفسه ماهي انعكاسات حرب الخليج الثانية على القضية المركزية للعرب )) قضية فلسطين (( ؟ مما ال شك فيه أن حرب الخليج الثانية أحدثت انقسامات في الصف والموقف العربي وأضعفت في التضامن العربي أيضا للدول العربية وأبدت تأييدها للموقف العراقي هذا ومن الجدير ذكره أن منظمة التحرير الفلسطينية كان لها موقفا مغايرا الموقف كان من نتائجه فرض حصار مالي وسياسي عليها )) منظمة التحرير الفلسطينية (( وقد انعكست عليها أيضا كل المتغيرات الدولية واإلقليمية ، ومن هنا نجد بأن أزمة الخليج انعكست بالكامل على القضية الفلسطينية وجعلتها تسير في ركب التسوية وقد أتاح عام /١٩٩١ /فرصة جديدة للواليات المتحدة األمريكية ببدء عملية سالم في الشرق األوسط ناجحة من منظورها ، حيث جاء ذلك في تقرير لمعهد واشنطن للدراسات اإلستراتيجية )) لقد تمكنت الواليات المتحدة
األمريكية بعد حيازتها نقاط قوة فريدة كونها خرجت منتصرة من حرب الخليج الثانية مكنتها كقوة عظمى وحيدة أن تحقق أن تستغل الفرصة وتنظم مؤتمرا للسالم في مدريد عام / ١٩٩١ /وفيه دوليا أكثر مما حققته في الماضي ، لذلك كان عليها تحدثت إسرائيل ألول مرة مع جيرانها العرب كما حضر الفلسطينيون أيضا ، هذا وكانت رؤية اإلدارة األميركية لعملية السالم في الشرق األوسط مبنية على ضرورة إيجاد حل ما للصراع العربي اإلسرائيلي خاصة وأن منظمة التحرير الفلسطينية التي حملت لواء الكفاح المسلح ضد إسرائيل لمدة عقدين ونيف من الزمن تم إلحاقها في عربة التسوية السلمية التي انطلقت في مدريد عام / ١٩٩١ / هذا وقد قامت الكويت بطرد الفلسطينين الذين كانوا يقيمون على أراضيها وذلك على خلفية موقف منظمة التحرير الفلسطينية من غزو العراق للكويت .
بعد تلك القراءة في غزو العراق للكويت وما سمي بحرب الخليج الثانية سنقف قليال مع آراء سياسيين ومفكرين من خالل قراءتهم لذلك الفصل من تاريخنا العربي
١ _حرب الخليج الثانية واالصح العدوان اآلثم على العراق قد أطلق عليها عسكريا عملية درع الصحراء ومن ثم عملية
عاصفة الصحراء وهي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من /٣٤ /دولة بقيادة الواليات المتحدة األمريكية ضد العراق
بعد أن منح مجلس األمن التابع لألمم المتحدة تفويضا بذلك ، هذا الغزو األميركي للعراق كان حربا مرحلية معبرة عن
االنهيار الحقيقي للنظام العربي الرسمي وبداية علنية للتدخل الدولي في الشرق األوسط والذي لمسنا تبعاته المدمرة وهيمنة القوة األميركية على المنطقة برمتها وقد تباينت دول الجامعة العربية بمواقفها من الحرب فقد أعلن األردن تأييده للعراق رسميا واعتبر الحرب عدوانا على األمة العربية كما ورد في البيان األردني ومثلها كان موقف اليمن كما تحفظت الدول التالية في موقفها الجزائر تونس ومنظمة التحرير الفلسطينية وموريتانيا والسودان وليبيا أما باقي الدول العربية فقد ساندت العدوان وهي السعودية اإلمارات العربية المتحدة البحرين قطر سلطنة عمان مصر سوريا المغرب . 

اما بالنسبة لموقف أمين عام الجامعة العربية وقتها وهو السيد الشاذلي القليبي وهو تونسي الجنسية فقد أعلن استقالته ساعة
بدء الحشد للحرب على العراق .
هذه الحرب والمقصود بها حرب الخليج الثانية كانت بداية حرب أخرى ولدت ذريعة امتالك العراق أسلحة دمار شامل أدت بالنتيجة إلسقاط نظام الرئيس صدام حسين وخسائر بشرية قدرت بمليون قتيل ومصاب وماليين المشردين وخسائر مادية قدرت بترليونات من الدوالرات وانزالق البالد في عنف طائفي بلغ ذروته ٢٠٠٦/٢٠٠٧ وإلى اآلن مازال العراق غارقا في الفوضى ومعه معظم الدول العربية .)) المستشار اإلعالمي األسبق لرئيس الوزراء األردني الدكتور صافي خصاونة ))
٢ _بعد خروجها منتصرة من معركة عاصفة الصحراء والمقصود هنا الواليات المتحدة األمريكية انعكس ذلك على سياستها في العالم العربي ككل وخاصة منطقة الخليج العربي حيث فرضت سيطرتها عليها وحولتها إلى حكومات موالية وخاصة إنه تم إضعاف قوة صدام حسين الذي كان يرغب بلعب دور شرطي الخليج العربي من خالل تحجيم دور الواليات المتحدة األمريكية .
سلبا حيث تراجعت مكانة أما بالنسبة لفلسطين التي انحازت خالل الحرب إلى الجانب العراقي األمر الذي انعكس عليها القضية الفلسطينية وانحسر دور الخليج الداعم للقضية الفلسطينية وبعد ذلك تم الضغط على الجانب الفلسطيني للقبول باتفاقية وشروط هزيلة ال تتوافق مع مشروع النضال الفلسطيني من خالل إتفاقية اوسلو ، كما تم طرد آالف القوى وشيء مهم أيضا هيبة الكيان الصهيوني من خالل إلغاء العاملة الفلسطينية من الكويت وتشتتهم في دول أخرى انه تزايدتاألمم المتحدة صفة العنصرية عن الكيان الصهيوني والتي أقرت عام / ١٩٧٥ /وفق قرار رقم / ٣٣٧٩ /
)) األستاذ الدكتور جمال عبد الناصر ابو نحل مؤسس ورئيس المركز القومي لعلماء فلسطين ، األمين العام التحاد المثقفين واألدباء والكتاب العرب في فلسطين ((
٣ _ال شك أن أغلب المفكرين والمثقفين العرب ال يريدون أي حرب يقوم بها اي قطر عربي على آخر مهما كانت األسباب والدوافع وحرب الخليج واحدة )) العراق والكويت(( ذلك أن جميع القوانين الدولية تنص على ذلك وكذلك االتفاقات الدولية تنص على عدم جواز احتالل دولة ألراضي دولة أخرى بالقوة وهذا ينطبق على بعض الدول في العالم غير العراق والكويت والتي ال تمتثل لآلن بالقوانين واالتفاقات الدولية وال المواثيق المنبثقة عن األمم المتحدة األمريكية بجمعيتها العامة ومجلس أمنها التابع لها وال زالت تحتل أراضي غيرها بالقوة ، أما فيما يتعلق بحرب الخليج الثانية فإن ما ينطبق عليها ينطبق على حرب الخليج األولى ، بحيث ال يجوز قانونا وال يحق وفق ما تقدم ذكره من قوانين دولية و اتفاقات ومواثيق عالمية و دولية ان تتفق أكثر من ثالثون دولة عربية وغربية وتتسرع في معاقبة دولة ذات سيادة وقانون
مستقل ومعترف باستقاللها عربيا ودوليا دون استنفاذ كافة طرق التسوية وفض المنازعات سيما وأن العراق قد تراجعت عن خطأها باحتالل الكويت والتي كما قلنا من السابق ال نؤيدها كمفكرين ومثقفين ، علينا أن نذكر بأن العراق قامت بدفع تعويض للمتضررين من احتاللها للكويت كما عوضت من كان يعمل في أراضي الكويت من كافة الجنسيات العربية واالجنبية .
وبالرغم من ذلك ثالثون عاما وشعب العراق يعاني األمرين من هذه الحرب التي ليس ناقة منها وال جمل والتي لو اتبعت أسلوب الدبلوماسية وفض المنازعات لكان افضل ،ناهيك عن أن المنطقة العربية المحيطة بالعراق قد تضررت وبشكل مباشر مثل سوريا واألردن والسعودية والضفة الغربية وقطاع غزة المحتليين ، كل ذلك جراء تلك الحرب التي ال زالت آثارها ممتدة إلى اآلن وال أريد الخوض هنا من المخطئ والمصيب كي ال ندخل في أمور سياسية للدول العظمى وأطماعها والتي ال تتماشى مع ما يدور في خلدنا كمثقفين عرب وشعوب عربية تتجلى رغبتها في إنهاء كل أشكال الحرب واإلرهاب ونستعيض عنها بالطرق السلمية لتحقيق األمن واألمان وإحالل السالم هذا وقد بنيت رأيي بصفة قانونية كوني رجل حقوقي وقانوني ومستشار قا ٍض في محكمة تسوية المنازعات في لندن / انجلترا/ )) المستشار الدكتور محمد حسين شآمي غنمه / األردن / ((_مما الشك فيه أن انعكاسات حرب الخليج الثانية )) العراق والكويت(( والتي ال زلنا نعاني منها كشعوب عربية كان لها االنعكاس األكبر على القضية المركزية للعرب وهي قضية فلسطين ، وأول تلك االنعكاسات وأخطرها الفرض على الدولة الفلسطينية الدخول التفاقية اوسلو ذلك نتيجة موقف القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية وتأييدها للعراق ،
متناسبة ان اول اإلرهاصات الثورية الفلسطينية انطلقت من الكويت إضافة إلى أن الكويت كانت الداعم األكبر للقضيةا لفلسطينية .
وللتاريخ البد من أن نذكر بأن الرئيس السوري حافظ األسد تعهد بحماية القوات العراقية مقابل انسحابها من الكويت لكن
لالسف الرئيس صدام حسين لم يستجب وكانت تلك النتائج الكارثية
)) المفكر العربي دكتور غازي ابو كشك ((
٥ _نحن كحقوق انسان نناقش المسألة من وجهة نظر عامة حيث نرى أن حرب الخليج الثانية كانت حجر األساس التي
لها في المنطقة العربية خدمة لمصالحها ، حيث أعقبها الربيع
من خاللها وضعت الواليات االمتحدة األمريكية أساسا العربي وتبعاته من ثورات مورست بأبشع مظاهر العنف والجرائم ضد اإلنسانية بحجة الحرية وحقوق اإلنسان ، رغم اختالف التسميات وعلى إثرها أهين العالم العربي وامتهنت كرامته وكان السبب المباشر غياب الديمقراطية و سيادة حكم مرورا ١٩٦٧ ومازال الوطن العربي يجتر الفرد ، فمنذ نكبة ١٩٤٨ إلى زيارة الرئيس السادات للقدس عام ١٩٧٧ بنكسةالهزيمة والهوان ، إلى أن أتى الرئيس صدام حسين وأضاع الحلم العربي بوحدة الصف .
كان هجوم قوات التحالف على العراق بقيادة الواليات المتحدة األمريكية خطوة وانطالقة لمرحلة بعيدة المدى لإلدارة األميركية ، وكان الوطن العربي على مفترق طرق خطير كانت نتائجه كارثية وهو ما نحصد اآلن ، بنفس الوقت يجب كان لها دورا وكان ذلك متماشيا أال نحمل ذلك الستبدادية ودموية الرئيس صدام حسين فاإلدارة األميركية ال يستهان به مع مصالحها والتي تتجلى بالسيطرة على الثروات الباطنية ومتابع البترول وإزالة العراق بضرب قوتها العسكرية وبنيتها التحتية ألنها أحد أهم اكبر المعوقات والتحديات التي تعترض إسرائيل في تحقيق أحالمها بالمنطقة ، كما تهدف الواليات المتحدة األمريكية إلى إقامة نظام دولي تهيمن من خالله على العالم ذلك بعد خروجها منتصرة من معركة عاصفة الصحراء ضاربة عرض الحائط بقواعد القانون الدولي وما ينص عليه ميثاق األمم المتحدة التي تعتبرها إدارة من إدارات الواليات المتحدة األمريكية )) الدكتور أحمد حازم رئيس الشبكة السورية لحقوق اإلنسان(( .
٦ _إن الذين يتعللون بشعار معاداة اإلمبريالية ومعاداة الوجود األجنبي هم الذين قدموا خدمة جليلة لإلمبريالية والوجود
األجنبي فقد أشعلوا الحريق وراحوا يصبحون أنهم أبرياء مما حدث . )) الدكتور أحمد الربعي كاتب وأستاذ جامعي ((
٧ _زمن الصحو بعيد بعيد فالكابوس الذي ولدته غزوة صدام للعراق فيل ثماني سنوات يمتد ويفرد ظالله الثقيلة السواد
على العالم العربي حتى اليوم )) طالل سلمان رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية في مجلة العربي عدد ٤٨٩ / تاريخ ١٩٩٩
ختاما ال يسعنا إال أن نقول بأن حرب الخليج الثانية شكلت تحوال مفصليا في الشرق األوسط عموما والعالم العربي خصوصا حيث أظهرت الواليات المتحدة األمريكية سياستها العنصرية بشكل واضح وجعلت من غالبية الحكومات العربية تابعة لها بعدة أشكال . حكمت أحمد شوقي مسؤول التواصل األكاديمي في منتدى العُال للدراسات
٢٠٢٠ / ٨/٦


زائرنا الكريم : رجاءآ لاتنس الاشتراك بقناتنا تشجيعآ لنا لتقديم الافضل وحتى يصلك كل جديد
  
شكرا لك .. الى اللقاء 
*
*
بقلم : كريمة بوعريشة

بقلم : كريمة بوعريشة

مدونة خاصة بالأدب والشعر وفنونه.

  • لاتنس الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعتة كل جديد وايضا من اجل التواصل معنا بشكل مباشر ومستمر.

    تابع
  • يمكنك الان متابعتنا عبر جوجل بلاس وارسال مقترحاتك وايضا حتى يصلك جميع الموضوعات الحصرية فور نشرها.

    تابع
  • تواصل دائما مع اصدقاء يشاركونك نفس الاهتمامات وذلك من خلال متابعة صفحتنا الرسمية عبر تويتر.

    تابع
  • يسعدنا أن تكون احد افراد عائلة ومحبى قناة رؤيا للمعلوميات وذلك عن طريق الاشتراك فى قناتنا على اليوتيوب.

    تابع

مدونة مجلة نبضات عربية ترحب بكل زوارها وتتمنى أن تضعوا رأيكم حول كلماتها المتواضعة ,

جميع الحقوق محفوظة

مجلة نبضات عربية

2018