من أنا؟
سمعت صراخا مكتوما، تبعه أمواج مزلزلة حملتني وأغرقتني، وأخذت أصوات أخرى تتعالى، حان الموعد، استلقي، ادفعي، ادفعي.
فتكوّرت على نفسي فزعا، ما الّذي يحدث؟
لماذا بحري يضيق بي؟ لم' عمّت الفوضى بالمكان؟!
فجأة، ابتلعتني دوّامة كبيرة، وجدت نفسي أعبر ممرّا ضيّقا تعصرني جدرانه المطّاطّيّة، فأوشك أن أختنق، وصوت يقول مشجّعا بنبرة ممزوجة بالأمر: ادفعي، ادفعي.
أغمضت عينيّ باستسلام، وجمجمتي على وشك الانفجار، وذراعاي التصقتا بجسدي، وساقاي متصلّبتان باستقامة، وحبل لعين يلفّهما مقيّدا فأعجز عن تحريكهما.
وبلحظة، شيء ما جرّني بقوّة، ووجدت نفسي محرّرا من كلّ شيء.
داهمني وجه بملامح باسمة، وعرق غزير يتصبّب، ووجدت نفسي محمولا من القدمين،
وقد أصبح رأسي نحو الأسفل، وأقدام ضخمة بأحذية مختلفة تملأ المكان، وضربات متوالية
أسفل ظهري، أكاد أختنق،ولكنّي في الّلحظة الأخيرة شهقت، وبدأ النّفس يتردّد شهيقا و زفيرا، وأمام عجزي لم أمتلك سوى البكاء، وعلا صراخي فوق بقيّة الأصوات، ونقلت إلى سطح قاس، وراحت يدان تنظّفاني، وأنا أطالع ما حولي بفضول، غرفة واسعة جدّا وأضواء ساطعة ورجال ونساء بثياب بيضاء،
وأصوات معدّات معدنيّة تصل إلى مسمعيّ فترعبني. أصابني ارتباك تام، أين أنا؟
صدرت آهة ألم من امرأة ممدّدة، أحاطت بها أغطية زرقاء، وجهها متعب و ملامحها شاحبة
وهي تنظر نحوي نظرات حنونة، التفتت حين سمعت صوتا يقول لها: الحمد لله على السّلامة
إنّه مولود ذكر، وهو بخير.
عمّن يتحدّث هذا، هل يعني أنّني أنا المولود، وهي الّتي أحضرتني من محيطي الجميل الّذي كان لي وحدي لأجد نفسي بين هذا الزّحام.
هل اخترت له اسما؟ سألها الرّجل ذاته. أجابت بصوت متهدّج ترافق بسقوط أداة معدنيّة على الأرض، فلم أسمع سوى عبارة هذه كانت وصيّة والده الشّهيد، أومأ برأسه باسما و قال:
عاشت الأسامي.
ومنذ ذلك التّاريخ الّذي حملت فيه اسمي وصيّة والدي الشّهيد الرّاحل كما أخبروني، وأنا أبحث عن معجم يفسّر لي معنى اسمي.
قالت والدتي: إنّه الأمان الّذي استشهد والدك لاسترجاعه بعد أن تفشّى الإرهاب في الوطن.
وقالت جدّتي: إنّه تحيّة الإسلام لجميع البشر.
وقال رجل سياسة: إنّه علم الوطن حين يرفرف حرّا في سمائه.
وقال أحمق: إنّه كذبة الطّغاة لنخرس حين ننفّذ أوامرهم بثقة عمياء.
وقال بائع متجوّل: إنّه الورقة الرّابحة بيد السّماسرة.
وقال رجل دين: إنّه من أسماء الّله الحسنى.
وقال فيلسوف: إنّه المحرّك والغاية لاستمرار
البحث عن سبب لإيقاف الحروب.
وقال متسوّل: إنّه الحلم في امتلاك عمل وبيت.
وقال حكيم: دعك من الأوهام يا ولدي، فسلام
هو شعار مزيّف يساوم عليه الأقوياء ليكونوا
أسياد التّاريخ.
وأنا في كلّ يوم أكتب هذه الأقوال على قصاصات ورق و أطويها و ألقيها، والمشكلة
أنّني في كلّ مرّة أختار ورقة مختلفة.
فتكوّرت على نفسي فزعا، ما الّذي يحدث؟
لماذا بحري يضيق بي؟ لم' عمّت الفوضى بالمكان؟!
فجأة، ابتلعتني دوّامة كبيرة، وجدت نفسي أعبر ممرّا ضيّقا تعصرني جدرانه المطّاطّيّة، فأوشك أن أختنق، وصوت يقول مشجّعا بنبرة ممزوجة بالأمر: ادفعي، ادفعي.
أغمضت عينيّ باستسلام، وجمجمتي على وشك الانفجار، وذراعاي التصقتا بجسدي، وساقاي متصلّبتان باستقامة، وحبل لعين يلفّهما مقيّدا فأعجز عن تحريكهما.
وبلحظة، شيء ما جرّني بقوّة، ووجدت نفسي محرّرا من كلّ شيء.
داهمني وجه بملامح باسمة، وعرق غزير يتصبّب، ووجدت نفسي محمولا من القدمين،
وقد أصبح رأسي نحو الأسفل، وأقدام ضخمة بأحذية مختلفة تملأ المكان، وضربات متوالية
أسفل ظهري، أكاد أختنق،ولكنّي في الّلحظة الأخيرة شهقت، وبدأ النّفس يتردّد شهيقا و زفيرا، وأمام عجزي لم أمتلك سوى البكاء، وعلا صراخي فوق بقيّة الأصوات، ونقلت إلى سطح قاس، وراحت يدان تنظّفاني، وأنا أطالع ما حولي بفضول، غرفة واسعة جدّا وأضواء ساطعة ورجال ونساء بثياب بيضاء،
وأصوات معدّات معدنيّة تصل إلى مسمعيّ فترعبني. أصابني ارتباك تام، أين أنا؟
صدرت آهة ألم من امرأة ممدّدة، أحاطت بها أغطية زرقاء، وجهها متعب و ملامحها شاحبة
وهي تنظر نحوي نظرات حنونة، التفتت حين سمعت صوتا يقول لها: الحمد لله على السّلامة
إنّه مولود ذكر، وهو بخير.
عمّن يتحدّث هذا، هل يعني أنّني أنا المولود، وهي الّتي أحضرتني من محيطي الجميل الّذي كان لي وحدي لأجد نفسي بين هذا الزّحام.
هل اخترت له اسما؟ سألها الرّجل ذاته. أجابت بصوت متهدّج ترافق بسقوط أداة معدنيّة على الأرض، فلم أسمع سوى عبارة هذه كانت وصيّة والده الشّهيد، أومأ برأسه باسما و قال:
عاشت الأسامي.
ومنذ ذلك التّاريخ الّذي حملت فيه اسمي وصيّة والدي الشّهيد الرّاحل كما أخبروني، وأنا أبحث عن معجم يفسّر لي معنى اسمي.
قالت والدتي: إنّه الأمان الّذي استشهد والدك لاسترجاعه بعد أن تفشّى الإرهاب في الوطن.
وقالت جدّتي: إنّه تحيّة الإسلام لجميع البشر.
وقال رجل سياسة: إنّه علم الوطن حين يرفرف حرّا في سمائه.
وقال أحمق: إنّه كذبة الطّغاة لنخرس حين ننفّذ أوامرهم بثقة عمياء.
وقال بائع متجوّل: إنّه الورقة الرّابحة بيد السّماسرة.
وقال رجل دين: إنّه من أسماء الّله الحسنى.
وقال فيلسوف: إنّه المحرّك والغاية لاستمرار
البحث عن سبب لإيقاف الحروب.
وقال متسوّل: إنّه الحلم في امتلاك عمل وبيت.
وقال حكيم: دعك من الأوهام يا ولدي، فسلام
هو شعار مزيّف يساوم عليه الأقوياء ليكونوا
أسياد التّاريخ.
وأنا في كلّ يوم أكتب هذه الأقوال على قصاصات ورق و أطويها و ألقيها، والمشكلة
أنّني في كلّ مرّة أختار ورقة مختلفة.
شكرا لك .. الى اللقاء
لاتنس الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعتة كل جديد وايضا من اجل التواصل معنا بشكل مباشر ومستمر.
تابعيمكنك الان متابعتنا عبر جوجل بلاس وارسال مقترحاتك وايضا حتى يصلك جميع الموضوعات الحصرية فور نشرها.
تابعتواصل دائما مع اصدقاء يشاركونك نفس الاهتمامات وذلك من خلال متابعة صفحتنا الرسمية عبر تويتر.
تابعيسعدنا أن تكون احد افراد عائلة ومحبى قناة رؤيا للمعلوميات وذلك عن طريق الاشتراك فى قناتنا على اليوتيوب.
تابع