كتب عبدربه أحمد عوض سالم كبير معلمين لغة عربية
اللغة العربية لغة سهلة
قام الصراع بين الإسلام من جانب والنحل الفاسدة والملل الكافرة من جانب آخر منذ اليوم الأول الذي صدع فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأمر ربه في تبليغ رسالته ثم لم يزل يشد إلى يوم الناس هذا وكان أهم ميدان من ميادين الصراع بين الإسلام و خصومه هو اللغة العربية نفسها لغة القرآن العظيم و لغة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حتى إنه كان في منتصف القرن الماضي من يدعو إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية ومن عجب أنه كان يدعي أنه يريد المحافظة على الفصحى !
ورد الشيخ أحمد شاكر قائلا:" وما أظن عاقل يخدع بعد ذلك فيصدق الباشا في ادعائه أنه يريد المحافظة على العربية الفصحى وهو يسقط عليها كل هذا السقوط وينددبها كل هذا التنديد بل يندد بالأمم المنفصلة سياسيا أن لم يدر بخلد أحد من أهلها أن يجعل من لهجته لغة قائمة بذاتها لها نحوها وصرفها!!"
فإن لم تكن هذه دعوة صالحة إلى تنظيف العربية إلى لغات عدة كما فعل الفرنسيون و الإيطاليون والأسبان فما ندري كيف تكون الدعوة لا يدري أحد من الناس!
و كانت الدعوة إلى العامية قد ظهرت كالرجس النجس وتولى كبرها أحمد لطفي السيد فدعا إلى تمصير اللغة والكثير من الهراء تعرفه متى طالعت كتاب الأستاذ/ محمود شاكر( أباطيل وأسمار )في المقالة الحادية عشرة ومواضع أخر في هذا الكتاب الجليل وأيضا اتضح لك صورة الدعوة إلى العامية وتاريخها فى كتاب (تاريخ الدعوة إلى العامية وأثرها في مصر) للدكتورة/ نفوسة زكريا سعيد و هو الكتاب الذي قال فيه الأستاذ (محمود شاكر) لو كان لى من الأمر شيء لأمرت أن يطبع هذا الكتاب ليكون في يد كل شاب وشابه وكل رجل وامرأة ويكون له مختصر ميسر لكل من مكنه الله من القراءة. (ولقد سرنى كاتب المقال /عبدربه أحمد عوض أن تتلمذت على يد الدكتوراة نفوسة زكريا بكلية الآداب جامعة الإسكندرية)
والعامية ظاهرة في كل اللغات وهي لازمت العربيه منذ أقدم عصورها دون أن تزحزحها عن ميدانها الأدبي و كان اهتمام العلماء القدامى بدراستها جزء من اهتمامهم بالفصحى
لكن هذه الظاهرة أي وجود الفصحى والعامية في اللغة العربية في عصرنا مشكلة أرجع إليها أسباب تأخر أبناء العربية واقترحوا لحلها اتخاذ العامية لغة الأدب والكتابة حتى تكون لنا لغة واحدة للحديث والكتابة.
قد تبدو هذه الدعوة غريبة في ذلك العصر الذي نعتبره عصر إحياء اللغة العربية والذي نرى فيه القومية العربية كذا تزداد تماسكا و ترابطا
ولكن هة الهراءة لا تلبس أن تزول عندما نعرف أن مصدر هذه الدعوة أجنبي كما اتضح لي من دراسة الكتب الأجنبية التي تناولت دراسة اللهجة المصرية وخاصة ما كان منها في أوائل عهد الاحتلال البريطاني في مصر وضعت تلك الدعوات وليد سوءها واستقر في الأذهان أن العربية لغة صعبة وعلى وجه التحديد نحوها وصرفها وليس من شك أن قواعد اللغة قد صيغت في بعض جوانبها صياغة عسيرة على الفهم ولكن الحمل على الفصحى بالصعوبة والشذوذ دون لغات العالمين أمر لا يخفى مع ما فيه من الحيف والجور بل غيرها من اللغات أعرق في الصعوبة منها ثم إذا كان هناك عسر فلندع إلى التيسير لا إلى الهجر والتغيير
قال الأستاذ /عبد السلام هارون ورحمه الله ليس معنى تيسير النحو أن نقضي على القواعد الأساسية وعلى اصطلاحات جمهور النحاة التي تشربتها الأجيال وسرت في العروق والدماء ، أعني عروق التراث الإسلامي ودماءالثقافة العربية والترابط وثيق شديد الصلة بين علم النحو والبلاغة والتفسير والحديث والفقه الإسلامي ونصوص الأدب العربي جاهلية وإسلامية وبين كثير غيرها من فروع الثقافة العربية
إننا نرى بتيسير النحو وتيسير غير النحو بل تيسير كل صعب من في هذا الوجود ولكن لا نغفر أن تمس أصول عربية استنادا إلى آراء بعض شذوذ النحويين وارتكانا إلى آراء فردية لا تمت إلى مدارس ذات قدر موجود وليست العربية في صعوبة نحوها وصرفها ويبين هذا عالم من أهل الذكر درس إلى العربية غيرها من لغات الشرق والغرب وحكمه في ذلك لا شك فيه عدله وإنصافه يقول الدكتور( رمضان عبد التواب): يسود بين جمهرة المثقفين العرب شعور مدمر بأن لغتنا الجميلة العربية الفصحى لغة معقده القواعد صعبة التعليم كثيرةالشذوذ في مسائلها وقضاياها بحيث تجعل من تعلمها واستخدامها والتحدث بها عبئا ثقيلا على أهلها و لقد انتهز المغرضون هذه الفرصة وأخذوا يصيدون في الماء العكر ويدعون إلى استخدام العامية وهجر الفصحى أو خلطها بالعامية وهي دعوة حمل لواء ها منذ فترة طويلة المعادين للإسلام وأهله فدعوا أن إعراب العربية الفصحى أمر عسير التعليم ليصرفوا المسلمين عن منبع دينهم وعماد شريعتهم ودستور حياتهم وهو القرآن الكريم الذي أنزله الله عز وجل بهذه العربية الفصحى والحق أن هذا الإعراب الذي يوصف بأنه معقد وصعب لا تنفرد به العربية الفصحى وحدها بل إن هناك لغات كثيرة لا تزال تحيا بيننا وفيها من ظواهر الإعراب المعقد ما يفوق إعراب العربية بكثير فهذه هي اللغة الألمانية مثلا تقسم وأسماءها اعتباطا إلى( مذكر) و (مؤنث )وجنس ثالث لا تعرفه العربية وهو (المحايد) وتضع لكل واحد من هذه الأجناس الثلاثة أربع حالات إعرابية: هي حالات :"الفاعلية- والمفعولية- والإضافة- والقابلية" وهذه الحلقة الأخيرة لا تعرفه العربية وهى إعراب المفعول الثاني فهي من حالات المفعولية في العربية وليست حالة خاصة فيها تلك هي حالات إعراب الاسم المفرد المعرف في الألمانية و المفرد المذكر له أربع حالات أخرى وكذلك الجمع المعرف والجمع المذكر و بناء الجملة في اللغة الألمانية له نظام صارم فالفعل يحتل فيها المرتبة الثانية دائما إلا في الجمل الفرعية كالجمل التعليلية مثلا فإن الفعل يؤخر فيها إلى نهاية الجملة وإن من يشكو من كثرة جموع التكسير في العربية وغلبت الشذوذ على قواعد هذا الجمع فيها سيحمد للعربية الاطراد النسبي في هذه القواعد إذا درس اللغة الألمانية ورأى كثرة صيغ هذه الجموع فيها وفقدان القاعدة التي تخضع لها تماما إلى درجة أن كل كتاب في تعليم قواعد الألمانية تبدا صفحاته الأولى بهذه العبارة ( احفظ مع كل اسم أداة تعريفه وصيغة جمعه لأنه ليست هناك قاعدة لذلك) فليست العربية بدعا من اللغات في صعوبة القواعدغير أن شيئا من هذه الصعوبة يعود بالتأكيد إلى طريقة عرض النحويين لقواعدها فقد خلقوا في هذه القواعد بين الواقع اللغوي والمنطق العقلي وبعده عن وصف هذا الواقع الى المماحكات اللفظية وامتلأت كتبهم بالجدل والخلافات العظيمة فضل المتعلم وسط هذا الركام الهائل من الآراءالمتناقضة في بعض الأحيان والحقيقة أن القواعد الأساسية لنحو اللغة العربية يمكن أن تستخلص في صفحات قليلة مصفاة من هذا الحشو الذي لا طائل من ورائه
من كتاب فصول في فقه العربية للدكتور رمضان عبد التواب ٤١٥
جمعه ورتبه ودققه لغويا/عبدربه أحمد عوض سالم
كبير معلمين لغة عربية
شربين دقهلية الخميس ٢٠٢٠/٣/١٩
شكرا لك .. الى اللقاء
لاتنس الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعتة كل جديد وايضا من اجل التواصل معنا بشكل مباشر ومستمر.
تابعيمكنك الان متابعتنا عبر جوجل بلاس وارسال مقترحاتك وايضا حتى يصلك جميع الموضوعات الحصرية فور نشرها.
تابعتواصل دائما مع اصدقاء يشاركونك نفس الاهتمامات وذلك من خلال متابعة صفحتنا الرسمية عبر تويتر.
تابعيسعدنا أن تكون احد افراد عائلة ومحبى قناة رؤيا للمعلوميات وذلك عن طريق الاشتراك فى قناتنا على اليوتيوب.
تابع