متمردة
........
أقصوصة
...............
متمردة انت يا سيدتي ،
عميقة انت كالبحر ،
لا ادري كنهك ،
كلما أردت الغوص في مياهك ،
هزمتني عواصفك العاتية ،
وردتني خائبا الى شاطئ البداية ،
كأنني ما احببت ولا غصت ولا سبحت في بحار عينيك ، متمردة انت وعصية على الحب وعلى العشق ، تحبين من كل بستان زهرة ومن كل قهوة رشفة ، وانا لا أغير قهوتي ولا أبدل زهرتي مهما كانت باقي الزهيرات.
في عتمة الليل ، والجو ممطر ، اسمع نغمات قطرات المطر على زجاج سيارتي ، كنت اعشقها اسمع نغماتها ، اما الان فلا أبالي بها ، فكري تائه ، اين يمكنها ان تكون ؟ في محطة القطار ؟ ام محطة الحافلات ؟ ام محطة النقل الخاص؟
هل ذهبت عند احدى صديقاتها ام ماذا ؟
تتقاذفني الأفكار ،
ونوازغ الشيطان ، بحثت في كل مكان ..... ، كنت متوترا ، وقلقا ، يداي ترتعشان، انا لا ادخن ، لكن كدت ان افعل ذلك، تسمرت في مكاني بعد جولات لأربع ساعات في كل اركان المدينة ، لم اعثر لها على اثر ، تملكتني الحيرة ، اتصلت بكل معارفنا ، لا خبر ، ماذا افعل ؟ هي يتيمة ووحيدة والديها.... ، متمردة نعم ، عصبية المزاج نعم ، عصية الترويض نعم، لكنها طيبة القلب ، حلوة المعشر عند سكونها ، عند مزاجها الرائق ، لكن ان غضبت تصبح عاصفة هوجاء تدمر كل ما حولها ومن حولها ، لا تستطيع كبحها ، وان اردت ، كسرتها كلية ، ولا جبر لها ، فهي ضعيفة ، سريعة العطب ، سريعة الانهيار ، بكاؤها يسبقها ، دمعها مدرار، يا إلهي كيف العمل ؟ وهي وحيدة بلا عائلة ......
اذن الفجر ، استعذت بالله الواحد الأحد من الشيطان الرجيم ، ذهبت وتوضأت ، صليت الفجر والصبح في المسجد دعوت الله بالفرج ، دعوت لها بالحفظ والرعاية الإلهية .
خرجت ، فذهبت للمستشفيات كافة لعل حادثا اصابها ، لم اجدها .
ذهبت لمخافر الشرطة ، نفوا ان تكون عندهم .
لم يبق لي مكان ابحث فيه ، الا وذهبت اليه ، دون جدوى .
يا الهي امنحني قوة من عندك .....، فقد كنت انهار ....
ليلة ونهار كامل من البحث ، لا اثر لها . ....
قمت بوضع محضر في دائرة الشرطة محل سكننا ، أشكو اختفاءها المفاجئ ، وعدت الى البيت جائعا ، مثقلا بهم لا يطاق ، مبللا بالأمطار ، ونزلة برد على وشك البداية.
فجأة رن هاتفي ، حملته متلهفًا ، رقم مجهول ، عادة لا أرد على المكالمات المجهولة ، لكنني يومها أجبت :
- ألو ، مساء الخير
أجابني صوت ذكوري ،
- مساء النور
- من معي ؟
أجابني بقسوة
- لا يهم ، اسمع ما أقول لك ولا تقاطعني ، نجوى معي وهي بخير، تقول لك انس أمرها فقد وجدت من يسعدها ، انها الان في إيطاليا تتجول في مدينة روما معي .....طلبت مني اخبارك لكي لا تبحث عنها ..... هي صفحة وطويت .... أغلق الهاتف ....بحدة .....
لم أجبه ولو بداخلي ، بقيت صامتا برهة من الزمن ، استعدت سنين من الصبر والمعاناة ، من الضغط النفسي ، من المشاكل التي لا تنتهي .....
حمدت الله ونمت نومًا عميقًا لم أنمه من زمن بعيد ...
استيقظت في الصباح استنشقت هواء نقيا بعمق وبدأت الحياة من جديد..
مرت سنون لا أعدها .......
رن الهاتف الذي خلته لن يرن أبدا،
فالكل يستعمل الهاتف المحمول الآن ....
اما هاتف البيت الثابت فرغم وجوده لا يتصل من خلاله احد .....
حملت السماعة وقلت :
- الو من معي ؟
أجابني صوت أنثوي
- معك شبح قديم
- قلت لك من معي ؟
قلت ذلك بنرفزة واضحة وعصبية ، فقد عاد لي الصوت لزمن مضى
أجابني الصوت الأنثوي في الطرف الآخر :
معك نجوى !!!أ نسيتني ؟
صدمت لأول وهلة، لكنني أجبتها بهدوء
هذا الخط غير صالح للمكالمة ، فنحن في زمن الكرونا ، ونخاف العدوى .
...................
عبدالسلام.الا.گ
الدارالبيضاء :10/04/2020
لاتنس الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعتة كل جديد وايضا من اجل التواصل معنا بشكل مباشر ومستمر.
تابعيمكنك الان متابعتنا عبر جوجل بلاس وارسال مقترحاتك وايضا حتى يصلك جميع الموضوعات الحصرية فور نشرها.
تابعتواصل دائما مع اصدقاء يشاركونك نفس الاهتمامات وذلك من خلال متابعة صفحتنا الرسمية عبر تويتر.
تابعيسعدنا أن تكون احد افراد عائلة ومحبى قناة رؤيا للمعلوميات وذلك عن طريق الاشتراك فى قناتنا على اليوتيوب.
تابع